فصل: باب في مثل المؤمن

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


  باب في مثل المؤمن

271- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏مثل المؤمن كمثل العطار إن جالسته نفعك وإن ماشيته نفعك وإن شاركته نفعك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس

272-وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏مثل المؤمن مثل النخلة ما أتاك منها نفعك‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح خلا قوله‏:‏ ‏"‏ما أتاك منها نفعك‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله موثقون، وسفيان بن حسين ضعيف فيما عن الزهري ولم يرو هذا عن الزهري‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي أحاديث في ‏"‏مثل المؤمن مثل الخامة‏"‏وغير ذلك بعضها في المرض وثوابه وفي الجنائز وبعضها في الأدب‏.‏

 بابان في بعض صفات الله عز وجل

  باب إن الله لا ينام

273-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي عن موسى عليه السلام على المنبر قال‏:‏ ‏"‏وقع في نفسه‏:‏ هل ينام الله عز وجل‏؟‏ فأرسل الله إليه ملكاً فأرقه ثلاثاً ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة وأمره أن يحتفظ بهما قال‏:‏ فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان ثم يستيقظ فتحبس إحداهما على الأخرى حتى نام نومة فاصطفقت يداه فانكسرت القارورتان، قال‏:‏ فضرب الله له مثله‏:‏ أن الله عز وجل لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه أمية بن شبل ذكره الذهبي في الميزان ولم يذكر أن أحداً ضعفه وإنما ذكر له هذا الحديث وضعفه به والله أعلم‏.‏ قلت‏:‏ ذكره ابن حبان في الثقات‏.‏

  باب

274-عن عمر رضي الله عنه أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت‏:‏ ادع الله أن يدخلني الجنة‏.‏ فعظم الرب تبارك وتعالى وقال‏:‏ ‏"‏إن كرسيه وسع السماوات والأرض وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح ‏(‏فائدة‏:‏ بل فيه عبد الله بن خليفة وهو مجهول كما في هامش الأصل‏)‏

275-وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يأخذ الجبار سماواته وأرضه بيده‏"‏ وقبض يده وجعل يقبضها ويبسطها ثم يقول‏:‏ ‏"‏أنا الجبار أنا الملك أين الجبارون‏؟‏ أين المتكبرون‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ ويميل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه وعن شماله حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه حتى إني لأقول‏:‏ أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وقال‏:‏ هكذا رواه يحيى بن بكير فقال‏:‏ عن عبد الله بن عمرو، وقال غيره‏:‏ عن عبد الله بن عمر، ورجاله رجال الصحيح

276-وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يطوي الله تبارك وتعالى السماوات فيأخذهن بيمينه ويطوي الأرض فيأخذها بيده الأخرى ثم يقول‏:‏ أنا الملك أين الملوك‏؟‏‏"‏ قال عمر بن حمزة‏:‏ فحدثت به عكرمة فقال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ قال‏:‏ ثم ذكر نحو حديث سالم هذا عن ابن عمر‏.‏

قلت‏:‏ رواه البزار هكذا، وحديث ابن عمر في الصحيح بغير سياقه ورجاله ثقات

277-وعن نعيم بن همار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏الميزان بيد الرحمن يرفع أقواماً ويضع آخرين‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح

278-وعن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن الله يضحك من يأس عباده وقنوطهم وقرب الرحمة منهم‏"‏، فقلت‏:‏ بأبي أنت وأمي يا رسول الله أويضحك ربنا‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏نعم، والذي نفسي بيده، إنه ليضحك‏!‏‏"‏ قلت‏:‏ فلا يعدمنا خيراً إذا ضحك‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه جارحة بن مصعب وهو متروك الحديث

279-وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏إن الله تعالى لا يغلب ولا يخلب ‏(‏يخلب‏:‏ يُخدع‏)‏ ولا ينبأ بما لا يعلم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن يوسف الصنعاني وهو ضعيف متروك الحديث‏.‏

280-وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏ربنا سميع بصير‏"‏ وأشار بيده إلى عينيه‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وله طرق تأتي في سورة النور، وفي إسناده ابن لهيعة

281-وعن أبي رزين قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله كيف يحيي الله الموتى‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أو ما مررت بوادي قومك محلاً ثم تمر به خضراً ثم تمر به محلاً ثم تمر به خضراً‏!‏ كذلك يحيي الله الموتى‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون

282-وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏

‏"‏إن ربكم تعالى ليس عنده ليل ولا نهار، نور السماوات والأرض من نور وجهه، وإن مقدار يوم من أيامكم عنده اثنتي عشرة ساعة تعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار اليوم فينظر فيها ثلاث ساعات فيطلع فيها على ما يكره فيغضبه ذلك فأول من يعلم غضبه حملة العرش يجدونه ثقل عليهم فتسجد حملة العرش وسرادقات العرش والملائكة المقربون وسائر الملائكة، ثم ينفخ جبريل بالقرن فلا يبقى شيء إلا سمع صوته فيسبحون الرحمن عز وجل ثلاث ساعات، حتى يمتلئ الرحمن رحمة فتلك ست ساعات ثم تؤتى بالأرحام فينظر فيها ثلاث ساعات فذلك قوله في كتابه ‏{‏هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير‏}‏ فتلك تسع ساعات ثم يؤتى الأرزاق فينظر فيها ثلاث ساعات فذلك قوله ‏{‏يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر‏}‏ ‏{‏كل يوم هو في شأن‏}‏ قال‏:‏ هذا من شأنكم وشأن ربكم عز وجل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو عبد السلام، قال أبو حاتم‏:‏ مجهول، وقد ذكره ابن حبان في الثقات وعبد الله بن مكرز أو عبيد الله على الشك لم أر من ذكره‏.‏

283-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت سحابة فقال‏:‏

‏"‏هل تدرون ما هذه‏؟‏‏"‏ قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم، قال‏:‏ ‏"‏العنان وزوايا الأرض يسوقه الله إلى من لا يشكره من عباده ولا يدعونه، أتدرون ما هذه فوقكم‏؟‏‏"‏ قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم، قال‏:‏ ‏"‏الرقيع موج مكفوف وسقف محفوظ، أتدرون كم بينكم وبينها‏؟‏‏"‏ قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم، قال‏:‏ ‏"‏مسيرة خمس مائة عام‏"‏، ثم قال‏:‏ ‏"‏هل تدرون ما فوق ذلك‏؟‏‏"‏ قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم، قال‏:‏ ‏"‏العرش‏"‏، قال‏:‏ أتدرون كم بينه وبين السماء السابعة‏؟‏‏"‏ قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم، قال‏:‏ ‏"‏مسيرة خمس مائة عام‏"‏، ثم قال‏:‏ ‏"‏أتدرون ما هذه تحتكم‏؟‏‏"‏ قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم، قال‏:‏ ‏"‏أرض، أتدرون ما تحتها‏؟‏‏"‏ قلنا‏:‏ الله أعلم، قال‏:‏ ‏"‏أرض أخرى، أتدرون كم بينهما‏؟‏‏"‏ قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم، قال‏:‏ ‏"‏مسيرة سبع مائة عام‏"‏، حتى عد سبع أرضين، ثم قال‏:‏ ‏"‏وايم الله لو دليتم بحبل لهبط‏"‏، ثم قرأ‏:‏ ‏{‏هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم‏}‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه الترمذي غير أنه ذكر‏:‏ بين كل أرض وأرض خمس مائة عام، وهنا سبع مائة عام، وعنده أيضاً‏:‏ ‏"‏لو دليتم بحبل لهبط على الله‏"‏ وهنا لم يذكر الجلالة‏.‏

رواه أحمد وفيه الحكم بن عبد الملك وهو متروك الحديث

284-وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال‏:‏ ما بين سماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمس مائة عام، وما بين كل سماءين خمس مائة عام

وما بين السماء السابعة والكرسي مسيرة خمس مائة عام وما بين الكرسي والماء خمس مائة عام، والعرش على الماء والله جل ذكره على العرش يعلم ما أنتم عليه‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح وقد تقدم بقية هذا في باب التفكر في الله‏.‏

  باب من سرته حسنته فهو مؤمن

285-عن أبي موسى رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏من عمل حسنة فسر بها وعمل سيئة فساءته فهو مؤمن‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح ما خلا المطلب بن عبد الله فإنه ثقة ولكنه يدلس ولم يسمع من أبي موسى فهو منقطع

286-عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلاً قال‏:‏ يا رسول الله ما الإيمان‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير

287-وله في الأوسط عن أبي أمامة أيضاً قال‏:‏ قال رجل‏:‏ ما الإثم يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏ما حك في صدرك فدعه‏"‏ قال‏:‏ فما الإيمان‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏من ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن‏"‏‏.‏

ورجاله رجال الصحيح إلا أن فيه يحيى بن أبي كثير وهو مدلس وإن كان من رجال الصحيح

288-وعن علي بن أبي أبي طالب رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من ساءته سيئته فهو مؤمن‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عبيدة وهو هالك في الضعف‏.‏

  باب في النصيحة

289-عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏قال الله عز وجل‏:‏ أحب ما يعبدني به عبدي إلي النصح لي‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد وكلاهما ضعيف

290-وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏الدين النصيحة‏"‏ قالوا‏:‏ لمن‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لله ولرسوله ولأئمة المؤمنين‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير وقال‏:‏ ‏"‏ولأئمة المسلين وعامتهم‏"‏‏.‏

قال أحمد‏:‏ عن عمرو بن دينار أخبرني من سمع ابن عباس، وقال الطبراني‏:‏ عن عمرو بن دينار عن ابن عباس، فمقتضى رواية أحمد الانقطاع بين عمرو وابن عباس، ومع ذلك فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وقد ضعفه أحمد وقال‏:‏ أحاديثه مناكير‏.‏ ورواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح ولفظ أبي يعلى قالوا‏:‏ لمن يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لكتاب الله ولنبيه ولأئمة المسلمين‏"‏

291-وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أمرني جبريل عليه السلام بالنصح‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه الحسن بن علي الهاشمي وهو ضعيف

292-وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏الدين النصيحة‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح‏.‏

293-وعن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏رأس الدين النصيحة‏"‏ فقالوا‏:‏ لمن يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لله عز وجل ولدينه ولأئمة المسلمين وللمسلمين عامة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أيوب بن سويد وهو ضعيف لا يحتج به

294-وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ومن لم يصبح ويمسي ناصحاً لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منا‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه عبد الله بن أبي جعفر الرازي ضعفه محمد بن حميد ووثقه أبو حاتم وأبو زرعة وابن حبان

295-وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال‏:‏ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رجعت فدعاني فقال‏:‏ ‏"‏لا أقبل منك حتى تبايع على النصح لكل مسلم‏"‏ فبايعته‏.‏

قلت‏:‏ له حديث في الصحيح غير هذا‏.‏

رواه الطبراني في الصغير وإسناده حسن‏.‏

 أبواب‏:‏ الحب في الله

  باب فيمن حبهم إيمان

296-عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهلي أحب إليه من أهله

وعترتي أحب إليه من عترته وذاتي أحب إليه من ذاته‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ لا يحتج به

297-وعن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا يؤمن الرجل حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة وغيره وضعفه يحيي بن معين وغيره

298-عن عبد الله بن جعفر قال‏:‏ أتى العباس بن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله إني أتيت قوماً يتحدثون فلما رأوني سكتوا، وما ذاك إلا أنهم استثقلوني‏!‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أقد فعلوها‏؟‏ والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدهم حتى يحبكم لحبي أترجون أن تدخلوا الجنة بشفاعتي ولا يرجوها بنو عبد المطلب‏؟‏‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه أصرم بن حوشب وهو متروك الحديث

299-وعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من أحب الله ورسوله صادقاً غير كاذب ولقي المؤمنين فأحبهم وكان أمر الجاهلية عنده كمنزلة نار ألقي فيها فقد طعم طعم الإيمان‏"‏‏.‏ - أو قال‏:‏ ‏"‏فقد بلغ ذروة الإيمان‏"‏ الشك من صفوان - ‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه شريح بن عبيد وهو ثقة مدلس اختلف في سماعه من الصحابة لتدليسه‏.‏

  باب منه

300-عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن لله عز وجل حرمات ثلاث من حفظهن حفظ الله له أمر دينه ودنياه ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله له شيئاً حرمة الإسلام وحرمتي وحرمة رحمي‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إبراهيم بن حماد وهو ضعيف ولم أر من وثقه

301-وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان‏:‏ أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب العبد لا يحبه إلا لله وأن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفى فضال بن جبير لا يحل الاحتجاج به‏.‏

  باب منه

302-عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏حب قريش إيمان وبغضهم كفر وحب العرب إيمان وبغضهم كفر فمن أحب العرب فقد أحبني ومن أبغض العرب فقد أبغضني‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه الهيثم بن جماز ضعفه أحمد ويحيى بن معين والبزار‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي أحاديث من هذا الباب في المناقب‏.‏

  باب من الإيمان‏:‏ الحب لله والبغض لله

303-عن عمرو بن الجموح أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لا يحق العبد صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله، فإذا أحب لله تبارك وتعالى وأبغض لله فقد استحق الولاية من الله، إن أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي الذين يذكرون بذكري وأذكر بذكرهم‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه رشدين بن سعد وهو منقطع ضعيف

304-وعن عمرو بن الحمق أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لا يجد العبد صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله فإذا أحب لله وأبغض لله فقد استحق الولاية، وإن أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي الذين يذكرون بذكري وأذكر بذكرهم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه رشدين وهو ضعيف

305-وعن معاذ بن أنس أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الإيمان قال‏:‏

‏"‏أن تحب لله وتبغض لله وتعمل لسانك في ذكر الله‏"‏ قال‏:‏ وماذا يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏وأن تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك‏"‏ وزاد في رواية أخرى‏:‏ ‏"‏وأن تقول خيراً أو تصمت‏"‏‏.‏

وفي الأولى رشدين بن سعد وفي الثاني ابن لهيعة وكلاهما ضعيف رواهما أحمد

306-وعن البراء بن عازب قال‏:‏ كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏أي عرى الإسلام أوثق‏؟‏‏"‏ فقالوا‏:‏ الصلاة، قال‏:‏ ‏"‏حسنة وما هي بها‏!‏‏"‏ قالوا‏:‏ صيام رمضان قال‏:‏ ‏"‏حسن وما هو به‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ الجهاد قال‏:‏ ‏"‏حسن وما هو به‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ ‏"‏إن أوثق عرى الإيمان أن تحب لله وتبغض في الله‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه ليث بن أبي سليم وضعفه الأكثر

307-وعن أبي ذر قال‏:‏ خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏أتدرون أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل‏؟‏‏"‏ قال قائل‏:‏ الصلاة والزكاة، وقال قائل‏:‏ الجهاد، قال‏:‏ ‏"‏إن أحب الأعمال إلى الله عز وجل الحب لله والبغض في الله‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ عند أبي داود طرف منه‏.‏

رواه أحمد وفيه رجل لم يسم

308-وعن أبي هريرة عن النبي أنه قال‏:‏

‏"‏من أحب لله - وقال هاشم - ‏:‏ من سره أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله عز و جل‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات

309-وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال‏:‏ دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏يا ابن مسعود أي عرى الإيمان أوثق‏؟‏‏"‏ قلت‏:‏ الله ورسوله أعلم، قال‏:‏ ‏"‏أوثق عرى الإسلام‏:‏ الولاية في الله والحب في الله والبغض في الله‏"‏ فذكر الحديث وهو بتمامه في العلم‏.‏

رواه الطبراني في الصغير وفيه عقيل بن الجعد قال البخاري‏:‏ منكر الحديث

310-وعن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه صدقة بن عبد الله السمين ضعفه البخاري وأحمد وغيرهما وقال أبو حاتم‏:‏ محله الصدق

311-وعن ابن مسعود قال‏:‏ إن من الإيمان أن يحب الرجل أخاه لا يحبه إلا لله‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده إسحاق الدبري وهو منقطع بين عبد الرزاق وأبي إسحاق

312-وعن مجاهد عن ابن عمر قال‏:‏ قال لي‏:‏ أحب في الله وأبغض في الله ووال في الله وعاد في الله فإنه لا تنال ولاية الله إلا بذلك ولا يجد رجل طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك وصارت مؤاخاة الناس في أمر الدنيا‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم والأكثر على ضعفه وقد تقدم حديث عمرو بن الحمق فيمن يغضب لله ويرضى لله‏.‏

  باب في المنجيات والمهلكات

313-عن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ثلاث مهلكات وثلاث منجيات وثلاث كفارات وثلاث درجات، فأما المهلكات‏:‏ فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه، وأما المنجيات‏:‏ فالعدل في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى وخشية الله في السر والعلانية، وأما

الكفارات‏:‏ فانتظار الصلاة بعد الصلاة وإسباغ الوضوء في السبرات ‏(‏جمع سبرة وهي الغداة الباردة‏)‏ ونقل الأقدام إلى الجماعات، وأما الدرجات‏:‏ فإطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة ومن لا يعرف

314-وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏

‏"‏ثلاث كفارات وثلاث درجات وثلاث منجيات وثلاث مهلكات فأما الكفارات‏:‏ فإسباغ الوضوء في السبرات وانتظار الصلوات بعد الصلوات ونقل الأقدام إلى الجمعات، وأما الدرجات‏:‏ فإطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام، وأما المنجيات‏:‏ فالعدل في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى وخشية الله في السر والعلانية، وأما المهلكات‏:‏

فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الأوسط ببعضه وقال‏:‏ ‏"‏إعجاب المرء بنفسه من الخيلاء‏"‏ وفيه زائدة بن أبي الرقاد وزياد النميري وكلاهما مختلف في الاحتجاج به

315-وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏المهلكات ثلاث‏:‏ إعجاب المرء بنفسه وشح مطاع وهوى متبع‏"‏

316-وعن ابن أبي أوفى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بمثله‏.‏

رواه البزار وفي سند ابن عباس وابن أبي أوفى كلاهما محمد بن عون الخراساني وهو ضعيف جداً‏.‏

  باب ما جاء في الحياء

317- عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار‏"‏‏.‏

رواه أحمد - وفي الصحيح منه‏:‏ ‏"‏الحياء من الإيمان‏"‏ - ورجاله رجال الصحيح

318-وعن عبد الله بن سلام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏الحياء من الإيمان‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه هشام بن زياد أبو المقدام لا يحل الاحتجاج به ضعفه جماعة ولم يوثقه أحمد

319-وعن أبي بكرة وعمران بن حصين قالا‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ حديث أبي بكرة رواه ابن ماجة، ورواهما جميعاً الطبراني في الأوسط والصغير وفي سنده عبد الله عن المأمون ولم أر من ذكر عبد الجبار

320-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال‏:‏ جاء قوم بصاحبهم إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ يا نبي الله إن صاحبنا هذا قد أفسده الحياء فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الحياء من شرائع الإسلام وإن البذاء من لؤم المرء‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله وثقهم ابن حبان

321-وعن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الحياء والعي من الإيمان وهما يقربان من الجنة ويباعدان من النار والفحش والبذاء من الشيطان وهما يقربان من النار يباعدان من الجنة‏"‏ فقال أعرابي لأبي أمامة‏:‏ إنا لنقول في الشعر إن العي من الحمق قال‏:‏ إني أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجيئني بشعرك المنتن‏!‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن محصن العكاشي وهو ضعيف لا يحتج به

322-عن أبي موسى قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏الحياء والإيمان مقرونان لا يفترقان إلا جميعاً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والصغير وقال‏:‏ تفرد به محمد بن عبيدة القومسي

323-وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏الحياء والإيمان في قرن فإذا سلب أحدهما تبعه الآخر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه يوسف بن خالد السمتي كذاب خبيث‏.‏

  باب ما جاء أن الصدق من الإيمان

324-عن عبد الله بن عمرو أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله ما عمل الجنة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الصدق، وإذا صدق العبد بر وإذا بر آمن وإذا آمن دخل الجنة‏"‏‏.‏

فذكر الحديث يأتي بتمامه في ذم الكذب من كتاب العلم‏.‏

رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف

225-وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة والمراء وإن كان صادقاً‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه منصور بن أذين ولم أر من ذكره‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي أحاديث من هذا الباب بعضها في العلم وبعضها في الأدب إن شاء الله>

226-وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا يبلغ العبد صريح الإيمان حتى يدع المزاح والكذب ويدع المراء وإن كان محقاً‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى في الكبير وفيه محمد به عثمان عن سليمان بن داود لم أر من ذكرهما

227-وعن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب‏"‏‏.‏

رواه أحمد وهو منقطع بين الأعمش وأبي أمامة

228-وعن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب‏"‏‏.‏

رواه البزار وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح

229-وعن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يطبع المؤمن على كل خلق ليس الخيانة والكذب‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد الله بن الوليد وهو ضعيف‏.‏

230-وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏لا يجتمع الكفر والإيمان في قلب امرئ، ولا يجتمع الصدق والكذب جميعاً، ولا تجتمع الخيانة والأمانة جميعاً‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف

231-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال‏:‏ كل الخلال يطوى عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات

323-وعن معاوية بن أبي سفيان قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر وهما في الجنة، وإياكم والكذب فإنه يهدي إلى الفجور وهما في النار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن

333-وعن مازن بن الغضوبة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى الجنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن كثير وهو متروك‏.‏

  باب فيمن أسلم من أهل الكتاب وغيرهم

334-عن أبي أمامة قال‏:‏ إني لتحت راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فقال قولاً حسناً جميلاً فكان فيما قال‏:‏ ‏"‏من أسلم من أهل الكتاب فله أجره مرتين وله ما لنا وعليه ما علينا، ومن أسلم من المشركين فله أجره وله ما لنا وعليه ما علينا‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه القاسم أبو عبد الرحمن وقد ضعفه أحمد وغيره‏.‏

  باب الإسلام بالنسب

335-قال الطبراني في الكبير‏:‏ حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا الزبير بن بكار قال‏:‏ فولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم القاسم وهو أكبر ولده ثم زينب وكانت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أبي العاص بن الربيع بن عبد شمس فولدت له علياً وأمامة، وكان علي مسترضعاً في بني غاضرة فافتصله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوه يومئذ مشرك فقال‏:‏ ‏"‏من شاركني في شيء فأنا أحق به، وأيما كافر شارك مسلماً في شيء فهو أحق به منه‏"‏‏.‏

فذكر الحديث وهو منقطع كما ترى‏.‏

  باب فيمن أسلم على يديه أحد

336-عن عقبة بن عامر الجهني قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من أسلم على يديه رجل وجبت له الجنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الثلاثة وفيه محمد بن معاوية النيسابوري وثقه أحمد وضعفه أكثر الناس، قال يحيى بن معين‏:‏ كذاب‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي أحاديث هذا الباب في الجهاد إن شاء الله‏.‏

وحديث عائشة فيمن ربى صغيراً حتى يقول لا إله إلا الله في البر والصلة‏.‏

  باب فيمن عمل خيراً ثم أسلم

337-عن السائب بن أبي السائب أنه كان يشارك النبي صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام في التجارة فلما كان يوم الفتح جاءه فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏مرحباً بأخي وشريكي، كان لا يداري ولا يماري، يا سائب قد كنت تعمل أعمالاً في الجاهلية لا تقبل منك وهي اليوم تقبل منك وكان ذا سلف وصلة‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه أبو داود، وغيره بعضه، وله طريق تأتي في البر والصلة‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح

338-وعن صعصعة بن ناجية المجاشعي، وهو جد الفرزدق بن غالب بن صعصعة قال‏:‏ قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فعرض علي الإسلام فأسلمت وعلمني آياً من القرآن فقلت‏:‏ يا رسول الله إني عملت أعمالاً في الجاهلية فهل لي فيها من أجر‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏وما عملت‏؟‏‏"‏ فقلت‏:‏ إني أضللت لي ناقتين عشراوين فخرجت أتبعهما على جمل لي فرفع لي بيتان في فضاء من الأرض فقصدت قصدهما فوجدت في أحدهما شيخاً كبيراً فقلت‏:‏ هل أحسست ناقتين عشراوين‏؟‏قال‏:‏ ما ناراهما ‏(‏أي‏:‏ ما سمتهما، سميت السمة ناراً لأنها تكوى بالنار‏)‏ قلت‏:‏ ميسم بني دارم قال‏:‏ قد أصبنا ناقتيك ونتجناهما فظأرناهما ‏(‏أي‏:‏ أولدناهما ثم اتخذنا لهم مرضعاً من غيرهما‏)‏ وقد نعش الله بهما أهل بيت من قومك من العرب من مضر قال‏:‏ فبينا هو يخاطبني إذ نادت امرأة من البيت الآخر‏:‏ ولدت، قال‏:‏ وما ولدت‏؟‏ إن كان غلاماً فقد شركنا في قومنا - وقال

البزار‏:‏ فقد تباركنا في قومنا - وإن كانت جارية فادفناها فقالت‏:‏ جارية فقلت‏:‏ ما هذه الموءودة‏؟‏ قال‏:‏ ابنة لي فقلت‏:‏ إني اشتريتها منك قال‏:‏ يا أخا بني تميم أتقول أتبيع ابنتك وقد أخبرتك إني رجل من العرب من مضر‏؟‏ فقلت‏:‏ إني لا أشتري منك رقبتها إنما أشتري روحها أن لا تقتلها قال‏:‏ بم تشتريها‏؟‏ قلت‏:‏ بناقتي هاتين وولديهما قال‏:‏ وتزيدني بعيرك هذا‏؟‏ قلت‏:‏ نعم، على أن ترسل معي رسولاً فإذا بلغت إلى أهلي رددت إليك البعير، ففعل، فلما بلغت أهلي رددت إليه بعير فلما كان في بعض الليل فكرت في نفسي أن هذه مكرمة ما سبقني إليها أحد من العرب، وظهر الإسلام وقد أحييت ثلاث مائة وستين موءودة أشتري كل واحدة منهن بناقتين عشراوين وجمل فهل لي في ذلك أجر‏؟‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لك أجر إذا من الله عليك بالإسلام‏"‏‏.‏ قال عباد‏:‏ ومصداق قول صعصعة قول الفرزدق‏:‏

جدي الذي منع الوائدات * فأحيا الوئيد فلم يؤد

رواه الطبراني في الكبير والبزار وفيه الطفيل بن عمرو التميمي قال البخاري‏:‏ لا يصح حديثه‏.‏ وقال العقيلي‏:‏ لا يتابع عليه‏.‏

  باب فيمن أحسن بعد إسلامه أو أساء

339-عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

إن رجلا قال‏:‏ يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء منكم في الإسلام أخذ بما عمل في الجاهلية والإسلام‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه أسيد بن زيد وهو كذاب ‏(‏هنا في هامش الأصل‏:‏ بلغ مقابلة على نسخة الأصل وسماعاً على مؤلفه في الرابع ‏"‏أي المجلس الرابع‏"‏ بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر‏)‏

  باب لا يؤمن عبد يحب لأخيه ما يحب لنفسه

340-عن أنس‏:‏ كنت جالساً ورجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه‏"‏ قال أنس‏:‏ فخرجت أنا والرجل إلى السوق فإذا سلعة تباع فساومته فقال‏:‏ بثلاثين فنظر الرجل فقال‏:‏ قد أخذتها بأربعين فقال صاحبها‏:‏ ما يحملك على هذا وأنا أعطيكها بأقل من هذا‏؟‏ ثم نظر أيضاً فقال‏:‏ قد أخذتها بخمسين فقال صاحبها‏:‏ ما يحملك على هذا وأنا أعطيكها بأقل من هذا‏!‏‏؟‏ قال‏:‏ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه‏"‏، وأنا أرى أنه صالح بخمسين‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح طرف منه عن أنس وحده، رواه البزار ورجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب لا إيمان لم لا أمانة له

341-عن أنس قال‏:‏ ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال‏:‏

‏"‏لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له‏"‏‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط وفيه أبو هلال وثقه ابن معين وغيره وضعفه النسائي وغيره

342-وعن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا إيمان لمن لا أمانة له والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وله في رواية أخرى عنه‏:‏ ‏"‏لا دين لمن لا أمانة له‏"‏‏.‏ وفيه القاسم أبو عبد الرحمن وهو ضعيف عند الأكثرين

343-وعن ابن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له‏"‏‏.‏

فذكر الحديث وقد تقدم وفيه حصين بن مذعور عن قريش التميمي ولم أر من ذكرهما‏.‏

  باب لا يفتك مؤمن

344-وعن الحسن قال‏:‏ جاء رجل إلى الزبير فقال‏:‏ ألا أقتل لك علياً‏؟‏ قال‏:‏ لا وكيف تقتله معه الجنود‏؟‏ قال‏:‏ ألحق به فأفتك به‏.‏ فقال‏:‏ لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن الإيمان قيد الفتك لا يفتك مؤمن‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه مبارك بن فضالة وهو ثقة ولكنه مدلس ولكنه قال‏:‏ حدثنا الحسن

345-وعن سعيد بن المسيب أن معاوية دخل على عائشة رضي الله عنها فقالت له‏:‏ أما خفت أن أقعد لك رجلاً فيقتلك‏؟‏ فقال‏:‏ ما كنت لتفعلي وأنا في بيت أمان وقد سمعت رسول لله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

يعني‏:‏ ‏"‏الإيمان قيد الفتك‏"‏ كيف أنا في الذي بيني وبينك وفي حوائجك‏؟‏ قالت‏:‏ صالح، قال‏:‏ فدعينا وإياهم حتى نلقى ربنا عز وجل‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أن الطبراني قال‏:‏ عن سعيد بن المسيب عن مروان قال‏:‏ دخلت مع معاوية على عائشة، وفيه علي بن زيد وهو ضعيف‏.‏

  باب فيمن يخالف كمال الإيمان

346-عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ليس بمؤمن مستكمل الإيمان من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة‏"‏، قالوا‏:‏ كيف يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏‏"‏لأن البلاء لا يتبعه إلا الرخاء وكذلك الرخاء لا يتبعه إلا البلاء والمصيبة، وليس بمؤمن مستكمل الإيمان من لم يسكن في صلاته‏"‏ قالوا‏:‏ ولم يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لأن المصلي يناجي ربه فإذا كان في غير صلاة إنما يناجي ابن آدم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد العزيز بن يحيى المدني قال البخاري‏:‏ كان يضع الحديث‏.‏

  باب ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان

347-عن عبد الله قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن مغراء وثقه أبو زرعة وجماعة وضعفه ابن المديني وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب فيمن ادعى غير نسبه أو تولى غير مواليه

348- عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏كفرٌ تبرؤٌ مِن نسبٍ وإن دق، وادعاء نسب لا يعرف‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الصغير والأوسط إلا أنه قال‏:‏ ‏"‏كفرٌ بامرئ‏"‏، وهو من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده

349-وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من تولى غير مواليه فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه‏"‏‏.‏

رواه أحمد، رواه عن جابر، خالد بن أبي حيان، وثقه أبو زرعة وبقية رجاله رجال الصحيح‏.‏

قلت‏:‏ ويأتي هذا الحديث وغيره فيمن تولى غير مواليه في الفرائض

350-عن أبي بكر الصديق قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من ادعى نسباً لا يعرف كفر بالله، وانتفاء من نسب وإن دق كفر بالله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحجاج بن أرطاة وهو ضعيف، ورواه البزار وفيه السري بن إسماعيل وهو متروك‏.‏

351-وعن أيوب بن علي بن عدي عن أبيه - أو عمه - ‏:‏ أن مملوكاً كان يقال له‏:‏ ‏"‏كيسان‏"‏ فسمى نفسه قيساً، وادعى إلى مولاه ولحق بالكوفة فركب أبوه إلى عمر بن الخطاب فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين ابني ولد على فراشي ثم رغب عني وادعى إلى مولاي ومولاه، فقال عمر لزيد بن ثابت‏:‏ أما تعلم أنا كنا نقرأ‏:‏ ‏{‏لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم‏}‏‏؟‏ فقال زيد‏:‏ بلى‏.‏ فقال عمر بن الخطاب‏:‏ انطلق فاقرن ابنك إلى بعيرك، ثم انطلق فاضرب بعيرك سوطاً وابنك سوطاً حتى تأتي به أهلك‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وأيوب بن عدي وأبوه أو عمه لم أر من ذكرهما

352-وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من ادعى إلى غير أبيه لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من قدر سبعين عاما - أو من مسيرة سبعين عاماً - ‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ رواه ابن ماجة إلا أنه قال‏:‏ ‏"‏من مسيرة خمسمائة عام‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب ما جاء في الكبر

353-وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ التقى عبد الله بن عمر وعبد الله ابن عمرو بن العاص على المروة فتحدثا ثم مضى عبد الله بن عمرو وبقي عبد الله بن عمر يبكي، فقال له رجل‏:‏ ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن‏؟‏ قال‏:‏ هذا - يعني عبد الله بن عمرو - زعم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من كان في قلبه مثقال حبة من كبر كبه الله لوجهه في النار‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح‏.‏

354-وفي رواية أخرى عند أحمد صحيحة‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لا يدخل الجنة إنسان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر‏"‏

355-وعن عقبة بن عامر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏ما من رجل يموت حين يموت وفي قلبه مثقال حبة خردل من كبر تحل له الجنة أن يريح ريحها ولا يراها‏"‏، فقال رجل من قريش يقال له أبو ريحانة‏:‏ يا رسول الله إني لأحب الجمال وأشتهيه حتى أني لأحبه في علاقة سوطي وفي شراك نعلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ليس ذاك الكبر إن الله عز وجل جميل يحب الجمال ولكن الكبر من سفه الحق وغمص الناس ‏(‏أي‏:‏ احتقرهم ولم يرهم شيئاً‏)‏ بعينيه‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفي إسناده شهر عن رجل لم يسم

356-وعن ابن عمر قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏من تعظم في نفسه أو اختال في مشيته لقي الله تبارك وتعالى وهو عليه غضبان‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

357-وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، ولا يدخل النار من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه محمد بن كثير المصيصي شديد الضعف

358-وعن السائب بن يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر‏"‏، قالوا‏:‏ يا رسول الله هلكنا، وكيف لنا أن نعلم ما في قلوبنا من ذات الكبر‏؟‏ وأين هو‏؟‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من لبس الصوف أو حلب الشاة أو أكل مع ما ملكت يمينه فليس في قلبه إن شاء الله الكبر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وقيل‏:‏ يزيد بن عبد الملك النوفلي منكر الحديث جداً

359-وعن علي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن الله عز وجل يقول‏:‏ العز إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني فيه عذبته‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه عبد الله بن الزبير والد أبي أحمد ضعفه أبو زرعة وغيره

360-وعن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ثلاثة لا يسأل عنهم رجل‏:‏ منازع الله رداءه، فإن رداءه الكبر وإزاره العز، ورجل في شك من أمر الله، والقنوط من رحمته‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير هكذا‏.‏ ورواه البزار مطولاً ويأتي في باب الكبائر ورجاله ثقات

361-وعن عبد الله بن سلام أنه مر في السوق وعليه حزمة من حطب فقيل له‏:‏ ما يحملك على هذا وقد أغناك الله عن هذا‏؟‏ قال‏:‏ أردت أن أدمغ الكبر، سمعت رسول الله يقول‏:‏ ‏"‏لا يدخل الجنة من في قلبه خردلة من كبر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن‏.‏

362-وعن أبي موسى أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان آخذ بيد أبي موسى في بعض سكك المدينة فأتى على سائلة في ظهر الطريق تسفي الرياح في وجهها فقال لها أبو موسى‏:‏ تنحي عن سنن ‏(‏السنن بفتح السين‏:‏ الطريق‏)‏ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت له‏:‏ هذا الطريق له معرضاً فليأخذ حيث شاء، فشق ذلك على أبي موسى حتى كبا ‏(‏في النهاية‏:‏ كبا وجهه‏:‏ أي‏:‏ ربا وانتفخ من الغيظ‏)‏ لذلك وعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في وجهه فقال‏:‏ ‏"‏يا أبا موسى اشتد عليك ما قالت هذه السائلة‏؟‏‏"‏ قلت‏:‏ نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد شق علي حين استخفت بما قلت لها من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏لا تكلمها فإنها جبارة‏"‏، فقلت‏:‏ بأبي وأمي ما هذه فتكون جبارة‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏أن لا يكن ذلك في قدرتها فإنه في قلبها‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه بلال بن أبي بردة

363-وعن أنس بن مالك قال‏:‏ مر النبي صلى الله عليه وسلم في طريق ومرت امرأة سوداء فقال لها رجل‏:‏ الطريق، فقالت‏:‏الطريق ثم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏دعوها فإنها جبارة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى وفيه يحيى الحماني ضعفه أحمد ورماه بالكذب‏.‏ ورواه البزار وضعفه براو آخر

364-وعن أبي الطفيل قال‏:‏ بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له وبين يديه رجل ينظر هل في الطريق شيء يكرهه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيميطه، فإذا هو بامرأة عجوز قال‏:‏ فذكر الحديث‏.‏

قلت‏:‏ ذكر هذا في ترجمة أبي الطفيل، والذي قبله في ترجمة أبي موسى فلا أدري حاله على أي شيء والله أعلم‏.‏